وكالة أنباء الحوزة، قال العلامة عبدالسلام عباس الوجيه أمين عام رابطة علماء اليمن في مقابلة مع وكالة أنباء الحوزة: لا شك أن المقاومة التي تمثلت في مسيرات العودة الكبرى كانت وما زالت عقبة أمام إدارة ترامب وتأجيل إعلان صفقته إلى الآن أكثر من مرة بعد أن وصل أذنابه وعملاؤه إلى طريقٍ مسدود، ولا شك أن لكفاح الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة وانتصارات هذا المحور في العراق وسوريا وفي اليمن وغيرها من التطورات والمعطيات تؤكد أن هذه الصفقة المشبوهة لن تتم وأن الشعب العربي الفلسطيني المجاهد والشعوب العربية الراضخة تحت أنظمة العمالة والرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني ويقظة الشعوب الإسلامية وجهود الجمهورية الإسلامية في إيران ستكون الصخرة التي تتحطم عليها جميع المؤامرات والمخططات الإجرامية الهادفة إلى تكريس الاحتلال الصهيوني وتصفية قضية فلسطين وهذا يستدعي المزيد من تكاتف الجهود ودعم حركات التحرر والاستقلال والمقاومة.
وفيما يلي نص الحوار:
الحوزة: ماهو هدف الأنظمة العربیة من التطبيع مع الكيان الصهيوني في الظروف الراهنة؟
الهدف الرئيسي لهذه الأنظمة العميلة هو حماية عروشها المهترئة التي أنشئت في الأساس من قبل الاستعمار الغربي الطامع في السيطرة على ثروات ومقدرات الأمة الإسلامية، فمن المعروف أن هذه الأنظمة في أغلبها وليدة تقسيم استعماري ومخطط تمزيقي للعالم الإسلامي بأسره، أنشئت وفق مخططات ومشاريع الاستكبار العالمي لتكون صنائع لهذه المشاريع ترهن مصير وقرار ومستقبل وثروات وخيرات الأمة الإسلامية بيد أعدائها وتتحالف مع كل شذاذ الآفاق لطمس الإسلام المحمدي الأصيل وتدمير وتفتيت المسلمين ومقاومة كل حركات التحرر في عالمنا العربي والإسلامي ضد الطغاة والمستكبرين والصهاينة وعملائهم، فمنذ نشأتها وقفت ولا زالت تقف حجر عثرة تجاه كل دعوة إصلاحية أو حركة تصحيحية ومثلت أبشع صور الظلم والهيمنة والاستبداد وكانت وما زالت تابعةً وأسيرةً وخادمةً لكل القوى الاستكبارية والأنظمة الاستعمارية العالمية.
وهي تظن أن السعي لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وداعمته أمريكا هو الذي سيحميها من يقظة وغضبة وثورات الشعوب الإسلامية التي طال الأمد على استغلالها ونهب ثرواتها ورهن مستقبلها ومصيرها بيد أعدائها.
الحوزة: کیف تقیم دور إدارة ترامب و صهره جرد کوشنر فی طعن الدول العربیة ظهر فلسطین؟
الولايات المتحدة الأمريكية منذ زمن بعيد كانت وما زالت الحليف الأول للكيان الصهيوني والوارث لدور بريطانيا في إنشائه وحمايته كغدة سرطانية في جسم العالم الإسلامي، وقد تعاقبت حكوماتها وإداراتها ورؤسائها على تأييد ودعم ومساندة الكيان الصهيوني بشتى الطرق والوسائل ووقفت بجبروتها وقوتها وإعلامها وغزوها الفكري والثقافي ودورها السياسي كدولة عظمى في الوقوف ضد الشعب الفلسطيني وتطلعاته وأفشلت كل القرارات الدولية التي أصدرتها الأمم المتحدة في فترات زمنية متباعدة تأييداً لحق الشعب الفلسطيني ووقفت بهيمنتها ودورها في مجلس الأمن والأمم المتحدة ضد آمال وتطلعات الشعوب المستضعفة في أنحاء العالم وفي فلسطين بالذات، ولقد رأينا منذ منتصف القرن الماضي وحتى اليوم، هذا الدور الخبيث الذي مارسته.
الحوزة: کیف یمکن إحباط مؤامرات الأعداء خاصة صفقة القرن وما هو الهدف منها؟
لا شك أن المقاومة التي تمثلت في مسيرات العودة الكبرى كانت وما زالت عقبة أمام إدارة ترامب وتأجيل إعلان صفقته إلى الآن أكثر من مرة بعد أن وصل أذنابه وعملاؤه إلى طريقٍ مسدود، ولا شك أن لكفاح الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة وانتصارات هذا المحور في العراق وسوريا وفي اليمن وغيرها من التطورات والمعطيات تؤكد أن هذه الصفقة المشبوهة لن تتم وأن الشعب العربي الفلسطيني المجاهد والشعوب العربية الرازحة تحت أنظمة العمالة والرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني ويقظة الشعوب الإسلامية وجهود الجمهورية الإسلامية في إيران ستكون الصخرة التي تتحطم عليها جميع المؤامرات والمخططات الإجرامية الهادفة إلى تكريس الاحتلال الصهيوني وتصفية قضية فلسطين وهذا يستدعي المزيد من تكاتف الجهود ودعم حركات التحرر والاستقلال والمقاومة.
الحوزة: هل یمکن ان نشاهد الوحدة بین المسلمین حول تحریر القدس بعین الاعتبار؟ ماهي المعرقلات في مسار هذه الوحدة؟
لا شك أن القدس هي المحور الأساسي وهي البوصلة التي يجب أن تتجه إليها أنظار العالم الإسلامي فهي ثالث الحرمين ومسرى الرسول الأعظم وليست خاصة بالشعب الفلسطيني وحده ولا بالشعوب العربية بل بالعالم الإسلامي كله، ومعلوم أن السيطرة على القدس ما كانت لتكون لولا أن سبقها السيطرة على الحرمين الشريفين من قبل عملاء الاستعمار من آل سعود.
فمنذ قرنٍ من الزمان والمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف تحت سيطرة هؤلاء الذين مهدوا فيما بعد لسيطرة اليهود على المسجد الأقصى، ومذ نشأت وشجعت ودعمت بريطانيا الحركة الوهابية وأسست لها المملكة السعودية ضمن خطة بعيدة المدى طويلة الأمد تهدف إلى تعطيل هذه المقدسات من وظائفها والحيلولة بين المسلمين وبين الشعائر الإسلامية التي توقظ الأمة من سباتها العميق.
فمنذ قرنٍ والحج مفرغ من مضمونه الحقيقي في توحيد الأمة الإسلامية وتحديد موقفها من أعدائها بل جعل النظام السعودي الحرمين كمنبر ووسيلة لإشعال الفتن وإذكاء الفرقة والاختلاف بين أبناء الأمة، ولقد رأينا كم عمل المسيطرون على الحرمين مذ تمت سيطرتهم على إذكاء الفتن الطائفية والمذهبية والعنصرية بين أبناء الأمة العربية والإسلامية، وهم الذين استجلبوا القواعد العسكرية الأمريكية لاستعباد الأمة وإذلالها وموالاة أعدائها من اليهود والنصارى، والمسارعة فيهم، ناسين قول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾ ولا سبيل للوحدة الإسلامية إلا بالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والبعد عن الفتن وعن التكفير والتفسيق والتبديع وإنشاء وتفريخ جماعات الإرهاب المتوحشة والمتوغلة في القتل والذبح وارتكاب الجرائم التي يندى لها الجبين بدعم وتشجيع هؤلاء العملاء الذين فرقوا الأمة وزرعوا العداوة والبغضاء بين أبنائها تحت دعاوى مذهبية وطائفية ومناطقية وعنصرية، ولا سبيل لوحدة الأمة إلا بالعودة إلى قواعد ومحكمات وأسس الدين الحنيف وثوابت المسلمين الداعية إلى الاعتصام بحبل الله المتين.
الحوزة: أصدرت الأمم المتحدة ست قرارات لصالح فلسطین و ضد الصهاینة. هل هي تنفذ أو تبقی حبرا علی الورق؟
الأمم المتحدة رهينة للقوى الاستعمارية الكبرى، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وخاضعة لمصالح هذه القوى لا تقدر على إحقاق الحق أو إنصاف المظلوم أو رعاية حقوق الإنسان أو تنفيذ ما يتضمنه ميثاقها وما تتضمنه القوانين الدولية ما لم تجمع هذه القوى المتضاربة المصالح على تحقيق إنصافٍ ما وهذا محال.
ولذا نحن في عالمٍ متوحشٍ يسوده الظلم والجور والطغيان والأطماع والمصالح الأنانية التي لا تراعي حقوق الإنسان في شعوب العالم المستضعفة، وهاهي الأحداث المتوالية المتسارعة في عالمنا الإسلامي وغيره تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن كل دعاوى وقرارات وشعارات منظمة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لا مكان لها في بلدان وشعوب الأمم المستضعفة وقد رأينا عياناً متاجرة هذه المنظمات بحقوق الإنسان وبمبادئ القانون الدولي وبكل الأعراف والشرائع سعياً وراء المادة والمال والمصلحة وخضوعاً لأصحاب النفوذ والقوة والسيطرة ، أبسط مثال على ذلك ما رأيناه في قضية خاشقجي حين وجدت لها دولة قوية كتركيا كيف أثيرت حولها الضجة وكيف لفتت أنظار العالم إلى ممارسات النظام السعودي، بينما آلاف الجرائم والمجازر التي ارتكبت بحق الشعب اليمني وراح ضحيتها عشرات الآلاف من النساء والولدان والشيوخ الذين لا يجدون حيلة ولا يستطيعون سبيلا، كانت وما زالت غائبة عن أنظار العالم وأدعياء حقوق الإنسان والمتشدقين بالحريات والحقوق ومقاومة الظلم.
قتل امرئ في (تركيا)
جريمة لا تغتفر
وقتل شعبٍ كاملٍ
مسألة فيها نظر
تباً له من عالمٍ
يحكمه راعي البقر
قانونه مزدوجٌ
لا عدل فيه ولا نظر
الحوزة: ما هو دور العلماء في مجال وقف التطبیع عبر توعیة الشعوب الإسلامية؟ لماذا یهرول بعض العلماء إلى عروش زعماء الخيانة؟
لا شك أن المسئولية الملقاة على عاتق علماء الأمة الإسلامية في البيان والتبليغ وتوعية الشعوب ودورهم في استنهاض الأمة وتحذيرها مما يحاك ضدها من المؤامرات والمكائد والحبائل التي تنصب لها مسئولية كبرى تقع على عاتقهم بما عرفوا من الحق وبما حملهم كتاب الله وحملتهم سنة رسول الله صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ من المسئولية، الآيات التي تحث العلماء على القيام بواجباتهم وتحذرهم من التقصير في البلاغ والتبيين كثيرةٌ في كتاب الله سبحانه وتعالى القائل ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، فعلى العلماء تقع المسئولية الكبرى في إعادة القرآن إلى واقع الأمة وتصحيح مفهوم السنة النبوية وحض الناس على إحياء مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستنهاض الشعوب الإسلامية للقيام بواجبها تجاه دينها وعقيدتها والعودة إلى الله سبحانه وتعالى وإلى كتابه الكريم، فالعلماء حينما يتحركون في خط الإسلام ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر يكون لهم أكبر الأثر، أما إذا تقاعسوا وكان دورهم سلبياً ودارو في فلك الظالمين فإنهم أكبر المصائب على الأمة الإسلامية.
أجري الحوار: محمد فاطمي زاده